مدينة النبي والسكنى فيها

  مدينة النبي والسكنى فيها 

يقول راجي عفوِ * رب واسع العفوِ
حمدا لله أولا * وآخرا ودائما 
على نِعَمِه التي * تكاثرتْ لا تنقضِي
ثم الصلاة والسلامْ * على النبي خيرِ الأنامْ
محمدٍ وآلهِ * والصحبِ وتابعِهِ 
وبعدُ: ذي منظومةْ * لعلها مفيدةْ
نظمتُها كتذكرةْ * لي وكذا كَموعظةْ
لكلِّ مَن يراها * وفَهِمَ معناها
مِمّنْ منّه اللهُ * بِطيبةَ سكناه
من إخواني طلابا * أو غيرِهم عُمَّالا 
مِمّنْ في حَدّها سكنْ * أرجو من الله المِنَنْ
لهمْ ومَن زار ومَن * مَرّ بطيبةْ فاسمعنْ 
إنّ سكنى المدينةْ * من نعمة عظيمةْ 
كلٌّ يتمنَّاها * كلٌّ يَبْغَى سُكناها
فأنتمْ نائلوها * فاذكرُوا مقتضَاها 
شكرًا للهِ الأحدِ * الواحدِ المنفردِ 
اعلمْ بأنَّ طيبةْ * وأرضَها النقيَّةْ
أحبَّها نبيُّنا * محمدٌ رسولُنا 
كحبِّهِ لمكةْ * فما أشدَّ حُبّهْ
جِوارُكمْ نبيُّكمْ * بقربكم رسولكمْ
هنا ذكراه تبقى * ما أحلاها من ذكرى
فاستشعروا بهذا * حُرْمَتَه حافظْها 
ثم اعلمنْ يا إخوتي * لكم مني تحيتي 
بأن الإحداثَ فيها * يعظُمُ وزرُه وذا 
لِسبب حرمتِها * لِما وردْ من أَنَّها 
هي حَرَمْ فمن أحدثْ * أَو آوى فيها مَنْ أحدثْ
مستحقٌّ لِلَّعنةِ * ما أخزاها من لعنةِ
عياذا بالله منها * يا ربِّ سلِّمنا منها
لذا -يا أخيْ- فأَحسِنْ  * بالمعروفِ مُرْ وانهَ مِنْ
منكَرٍ أنتَ شُفتَهُ * وغَيِّرْ ما استطعتَهُ
لعل اللهْ يُنْجينا * من شرِّ ما فعلْنا 
وبعدُ: ثم إنِّي * أذكِّرُ إخوانِي
بما وردْ عن النبي * وفيه أخبر النبي
صلاةٌ في مسجدهِ * خير مما في غيرهِ
بألفِ صلاةٍ وتمّ * لغير مسجد الحرام 
فما أعظمَ أجرَهُ * من نالَه وفضلَهُ
فيا أُخَيَّ حرصًا * في نيل الأجر دومًا 
ثم اعلمْ أنّ فيه * مجالسَ وفيهِ
علوم الشرع تُشرحُ * حِلقُ الذكرِ تُفسَحُ
فاحرصْ لها لا تغفَلنْ * والْتمسْ علما نافعًا
كذا أذكِّرْ نفسي * وسائرَ إخواني 
عمَّا يجعلُنا هنا * منْ نيةٍ وقصدِنا 
سَلْهُ دوما في نفسكَ * مكرَّرا في يومِكَ
حتى لا يذهبْ سعْيُنا * سُدًى ولا يفيدُنا 
ودَاوِمْ سُؤلَ ربِّكَ * فيه وسَلْ مِن ربِّكَ
هُدًى وعلمًا نافعًا * تُقًى عَفَافًا وغِنًى
لأنَّ لو لا رحمتُهْ * وحوْلُه وقُوّتُهْ
ما نستطيعُ شيئًا * ولا نقدرُ شيئًا
فنحن فقراءُ * إليه ضعفاءُ
إليه أشكو ضعفي * كذا أشكوه عجْزي 
هذا وفي ختامي * ذا النظمَ وكلامِي 
أَسأل اللهَ رَبِّي * أنْ يقبلَ ذا منِّي
وأن ينفعَ قارئَهْ * وهكذا من سَمِعَهْ
ممّنْ بطيبةَ سكنْ * أدامَنا بذي المِنَنْ
تمَّتْ بِحمد الله * كلٌّ بفضلِ الله
ثم الصلاة أبدا * على النبي أحمدا 
خيرِ الورى وآلِهِ * وصحبِهِ تَابعِهِ


المدينة المنورة، ٢ شعبان ١٤٤٣
Achmad Buchari Jawas, UIM 2022 

Komentar